«التعليم لا ينتظر»: فجوة رقمية تهدد مستقبل ملايين النساء والفتيات
«التعليم لا ينتظر»: فجوة رقمية تهدد مستقبل ملايين النساء والفتيات
أطلقت المديرة التنفيذية لصندوق "التعليم لا ينتظر" ياسمين شريف، تحذيراً من اتساع الفجوة الرقمية العالمية التي تهدد بتخلف أجيال من النساء والفتيات عن ركب التقدم.
وشددت ياسمين شريف، في بيان لها الخميس، بمناسبة اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على ضرورة أن تكون الفتيات في صميم الجهود الرامية إلى تسخير القوة التحويلية للتعليم الرقمي، من خلال تزويدهن بالمهارات والتدريب والموارد التي يحتجن إليها ليكُنّ جزءاً فعالاً من الثورة الرقمية، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
الفتيات الأكثر تضرراً في مناطق الأزمات
وأكدت شريف أن هذه الفجوة تظهر بشكل صارخ في البيئات المتأثرة بالنزاعات المسلحة، وتغير المناخ، والنزوح القسري، ووفقاً لليونسكو، فإن عدد النساء اللاتي يستخدمن الإنترنت يقل بمقدار 244 مليوناً عن عدد الرجال، ما يقلص من فرصهن في التعليم والعمل والابتكار، ويزيد من هشاشة مستقبلهن في عالم يتجه نحو الرقمية.
عقبات ثقافية واقتصادية
وسلطت المديرة التنفيذية لصندوق "التعليم لا ينتظر" الضوء على التحديات التي تواجه الفتيات في إفريقيا، حيث تحول العوائق الثقافية والتكلفة العالية وقيود التنقل دون وصولهن إلى التكنولوجيا والتعليم الرقمي، كما أظهرت تحليلات لليونيسف أن 90% من الفتيات المراهقات والشابات غير متصلات بالإنترنت، ما يعني حرمانهن من فرص لا حدود لها كان يمكن للإنترنت أن تتيحها لهن.
العلوم والتكنولوجيا أداة كسر الحواجز
رغم التحديات، شددت المسؤولة الأممية على أهمية تمكين الفتيات للوصول إلى التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، باعتباره مفتاحاً لتحرير إمكاناتهن، واستشهدت بتجربة فريق الفتيات الأفغاني للروبوتات بقيادة سمية فاروقي، كنموذج ملهم لفتيات استطعن تحدي القيود والمشاركة في مسابقات عالمية، واكتساب مهارات هندسية وتقنية متقدمة.
وأضافت شريف أن دعم الفتيات في الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليس فقط ضرورة أخلاقية بل أيضاً فرصة اقتصادية، مشيرة إلى تقرير لليونسكو يتوقع أن تؤدي مضاعفة مشاركة النساء في القوى العاملة التكنولوجية إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 600 مليار يورو بحلول عام 2027.
دعوة لكسر القواعد وتسريع التمويل من أجل الفتيات
ودعت شريف إلى "كسر بعض القواعد" لتمكين الفتيات، لا سيما في أفغانستان وآسيا وإفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، من تبني التكنولوجيا والالتحاق بالمجالات المستقبلية، كما ناشدت المجتمع الدولي تسريع وتيرة التمويل لضمان حصول الأطفال المتضررين من الأزمات على التعليم والتكنولوجيا، مشددة على أن الفتيات قادرات على تخطي العقبات وتحقيق إنجازات عالمية.
يُذكر أن "صندوق التعليم لا ينتظر" هو مبادرة عالمية أطلقتها الأمم المتحدة لدعم التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة، ويعمل الصندوق على ضمان حق الأطفال المتأثرين بالنزاعات والكوارث في الحصول على تعليم آمن وشامل وجيد، مع التركيز على تمكين الفتيات في البيئات الهشة من الالتحاق بالمدارس واكتساب المهارات الرقمية.
ويُحتفل بـ(اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات) في الخميس الرابع من شهر أبريل من كل عام، وهو يوم أقره الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة منذ عام 2011، بهدف تشجيع الفتيات والنساء الشابات على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والانخراط في مهن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويُعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على الفجوة الرقمية بين الجنسين، وتعزيز المساواة الرقمية وضمان مشاركة الفتيات في بناء المستقبل التكنولوجي العالمي.